في الوقت الحالي، المهندسين الطبيين هم محور التطور في مجال الرعاية الصحية، حيث يلعبون دورًا رئيسيًا في تصميم الأجهزة الطبية، وتحسين الأنظمة وابتكار التقنيات الجديدة لتعزيز جودة الرعاية المقدمة للمرضى، ويجمعون بين المعرفة التقنية العميقة والمهارات الشخصية التي تمكّنهم من العمل بفعالية في بيئة ديناميكية ومعقدة مثل: المستشفيات والعيادات، فإذا كنت تطمح لأن تصبح واحدًا من المهندسين الطبيين الناجحين، فمن الضروري أن تتعرف على المهارات الأساسية التي يجب أن تتقنها لتحقيق التميز في هذا المجال. لذا سنستعرض في هذا المقال، خمس مهارات أساسية يجب أن تتوافر في المهندس الطبي، مع شرح كيفية تطويرها وطرق إبرازها عند التقدم لوظائف في هذا المجال.
ما هي المهارات المطلوبة في المهندسين الطبيين؟
المهارات التي يجب أن يتمتع بها المهندسين الطبيين تشمل مجموعة من القدرات التقنية والشخصية التي تُمكنهم من تصميم وتطوير الأجهزة الطبية، وتحسين التقنيات الصحية، والعمل بشكل فعال مع الفرق الطبية لتحسين نتائج المرضى، وهذه المهارات ليست فقط تقنية، بل تشمل أيضًا القدرة على التواصل وحل المشكلات والتنظيم، مما يجعل المهندسين الطبيين عناصر فعالة وفاعلة في منظومة الرعاية الصحية، إليك أهم هذه المهارات:
1) الانتباه للتفاصيل
يُعد الانتباه للتفاصيل من المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها المهندسين الطبيين، حيث يعملون في مجال حساس يتطلب دقة عالية في تصميم وتطوير الأجهزة الطبية، فأي خطأ بسيط في التصميم أو التصنيع قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة للمرضى، فعلى سبيل المثال، عند تصميم جهاز تنظيم ضربات القلب، يجب أن يكون كل مكون دقيقًا ويعمل بشكل مثالي لضمان سلامة المريض.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب العمل في مجال الهندسة الطبية مراجعة مستمرة للبروتوكولات والمواصفات الفنية، مما يجعل الانتباه للتفاصيل مهارة لا غنى عنها في هذا المجال، وهذه المهارة لا تقتصر فقط على الجانب التقني، بل تمتد إلى فهم المتطلبات التنظيمية والقوانين الصحية، مما يضمن أن تكون الأجهزة الطبية متوافقة مع المعايير العالمية.
2) التعامل تحت ضغط
من الجدير بالذكر، أن المهندسين الطبيين يعملون في بيئات تتسم بالضغط العالي، خاصةً في حالات الطوارئ أو عند تطوير أجهزة طبية جديدة في وقت محدود، فالقدرة على الحفاظ على الهدوء واتخاذ قرارات سريعة وفعالة تحت الضغط هي مهارة حيوية في هذا المجال، فمثلاً قد يُطلب من المهندس الطبي إصلاح جهاز طبي حيوي أثناء عملية جراحية يعمل عليها الأطباء في الوقت الراهن، حينئذ سيكون الوقت عاملًا حاسمًا في إنقاذ حياة المريض.
علاوة على ذلك، قد يواجه المهندسون الطبيون ضغوطًا لتلبية مواعيد تسليم مشاريع معقدة أو حل مشكلات فنية طارئة في الأجهزة الطبية، فالقدرة على إدارة الوقت وتحديد الأولويات بشكل فعال تحت الضغط تُعد من السمات التي تُميز المهندسين الطبيين الناجحين، وهذه المهارة لا تُسهم فقط في تحسين الأداء الوظيفي، بل تُساهم أيضًا في تعزيز الثقة بين الفرق الطبية والمهندسين، مما يُعزز من جودة الرعاية الصحية المقدمة بشكل عام.
3) فهم احتياجات المرضى
على الرغم من أن المهندسين الطبيين لا يقدمون الرعاية الطبية مباشرة للمرضى، إلا أن فهم احتياجات المرضى يُعتبر مهارة بالغة الأهمية، وهذه المهارة تساعدهم على تصميم أجهزة وتقنيات تلبي احتياجات الأطباء والممرضين، وبالتالي تحسين تجربة المرضى، وعلى سبيل المثال، قد يقترح المهندس الطبي استخدام أجهزة تعمل بالتحكم الصوتي لتسهيل إجراء العمليات الجراحية، مما يقلل من الأخطاء ويزيد من كفاءة الفرق الطبية.
ويمكن القول بأن فهم احتياجات المرضى يساعد المهندسين الطبيين على التركيز على الهدف النهائي، وهو تحسين جودة الرعاية الصحية وتقديم حلول مبتكرة تسهم في إنقاذ الأرواح، وخدمة المجتمع ككل في المجال الطبي والقطاع الصحي.
4) مهارات التواصل
التواصل الفعال هو مهارة لا غنى عنها للمهندسين الطبيين. فهم يتعاملون مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، بما في ذلك الأطباء والممرضين والمرضى والمهندسين الآخرين، ويجب أن يكونوا قادرين على شرح المفاهيم التقنية المعقدة بطريقة يسهل فهمها من قبل غير المتخصصين.
علاوة على ذلك، قد يحتاج المهندس الطبي إلى توضيح كيفية عمل جهاز طبي جديد للطاقم الطبي، أو الاستماع إلى ملاحظات الأطباء حول كيفية تحسين الأدوات التي يستخدمونها، إضافة إلى أن مهارات التواصل تساهم في مساعدة المهندسين الطبيين على بناء علاقات قوية مع الفرق الطبية، مما يسهل عملية التعاون وتبادل الأفكار لتحسين الأنظمة الصحية.
5) حل المشكلات
تعتبر مهارات حل المشكلات من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المهندسين الطبيين، فَهُم غالبًا ما يواجهون تحديات تتعلق بأعطال الأجهزة الطبية أو الحاجة إلى تحسين الأنظمة القائمة، من خلال مهارات حل المشكلات، ويمكن للمهندسين الطبيين تحليل المشكلة، وتحديد الأسباب الجذرية، واقتراح حلول فعالة بناءً على البيانات والمنطق.
على سبيل المثال، إذا واجه جهاز طبي مشكلة فنية، قد يقوم المهندس الطبي بإجراء بحث لمعرفة السبب، ثم استخدام مهاراته التحليلية في تكوين الجهاز والقطع الميكانيكية الداخلية له لإصلاح العطل، بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم استخدام هذه المهارات لتحليل العمليات الحالية واقتراح تحسينات تُزيد من الكفاءة وتُقلل من الأخطاء.
ما هي المهارات الفنية التي لابد من توافرها في المهندسين الطبيين؟
بالنسبة للمهندسين الطبيين المقبلين على التركيز في هذا المجال، لابد من الاعتماد على كلاً من المهارات الأساسية والفنية معًا في هذا العمل، فالمهندس الطبي لا يستطيع العمل بدون كلاهما، ومن أبرز المهارات الفنية التي يجب أن يمتلكها المهندس مسبقًا هم: المهارات الهندسية، والمهارات التقنية.
المهارات الهندسية
أولى المهارات التي يجب أن يتمتع بها المهندسين الطبيين بالطبع هي المهارات الهندسية المتقدمة، فَهُم بحاجة إلى أن يمتلكون فهم عميق لمفاهيم الرياضيات والإحصاء، بالإضافة إلى القدرة على تحليل البيانات وإدارة العمليات، ومن المفيد أيضًا أن يمتلكون القدرة على استخدام برامج الكمبيوتر لنمذجة وتصميم الأجهزة الطبية الجديدة، كما أنهم يعملون مع مهندسين آخرين باستخدام مصطلحات دقيقة لوصف المكونات والعمليات التقنية.
ومن الجدير بالذكر أنه من الضروري أن يمتلك المهندسين الطبيين خلفية تعليمية قوية في مجالات مثل: الهندسة الميكانيكية أو الهندسة الطبية الحيوية، مما يمكنهم من تطوير مهاراتهم التقنية وتطبيقها في تصميم الأجهزة الطبية المتطورة.
المهارات التقنية
المهارات التقنية هي أحد المهارات الرئيسية وعنصر أساسي في عمل المهندسين الطبيين، حيث تشمل هذه المهارات البرمجة، وعلوم الكمبيوتر، والكتابة التقنية، ويستخدم المهندسون الطبيون هذه المهارات لصيانة الأجهزة الطبية، وحل المشكلات التقنية، وفهم المخططات والرسومات الفنية، كما أنهم يعتمدون على مهاراتهم التقنية لتعلم وتطبيق التقنيات الجديدة التي تسهم في تطور الرعاية الصحية.
وعلى سبيل المثال، قد يحتاج المهندس الطبي إلى تحليل دليل معقد في تشغيل جهاز طبي جديد، أو تطوير برنامج لمراقبة أداء الأجهزة في المستشفى، وهذه المهارات تجعلهم قادرين على التكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة في مجال الطب.
كيفية تطوير مهارات المهندسين الطبيين
إن الاعتماد على المهارات الأساسية لأي مهندس طبي هو التطور الطبيعي للفشل إذا لم يحاول أن يطور هذه المهارات، فمن الضروري تطويرها حتى تظل على ضمن أفضل المهندسين الطبيين بشكل مستمر، فإذا كنت ترغب في تحسين مهاراتك كواحد من المهندسين الطبيين، إليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها:
حدد هدفًا واضحًا
ابدأ بتحديد مهارة معينة ترغب في تحسينها، مثل: مهارات التواصل أو القدرة على حل المشكلات، ثم ضع هدفًا محددًا وقابلًا للقياس، مثل “تحسين قدرتي على شرح المفاهيم التقنية للفرق الطبية خلال ثلاثة أشهر”، وفي النهاية قسّم الهدف إلى خطوات صغيرة يمكنك تحقيقها بسهولة، مما يساعدك على البقاء متحفزًا ومراقبة تقدمك.
نظم وقتك
أيضًا التنظيم الجيد للوقت هو مفتاح النجاح في تطوير المهارات، فيجب أن تخصص وقتًا منتظمًا لممارسة المهارات الجديدة، مثل: قراءة المقالات والتحليلات التقنية أو حضور الدورات التدريبية المختلفة، فيمكنك استخدام أوقات الفراغ، لتعلم شيء جديد، فالتنظيم يُساعدك على تحقيق تقدم مستمر دون أن تشعر بالإرهاق.
اطلب النصيحة
لا تتردد في طلب النصيحة أو إبداء آراء من زملائك أو مُشرفيك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل على تحسين مهاراتك التقنية، اطلب من زميلك مراجعة الكود الذي كتبته أو التصميم الذي قمت به، واستمع إلى ملاحظاتهم بعناية واستخدمها لتحسين أدائك، هذه الآراء سوف تساعدك على رؤية نقاط القوة والضعف لديك، مما يمكنك من التركيز على المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
استمر في التعلم
بشكل عام، مجال الهندسة الطبية يتطور بسرعة، لذا يجب أن تكون دائمًا على اطلاع بأحدث التقنيات والاتجاهات التكنولوجية الحديثة، قم بالاشتراك في الدورات التدريبية، أو اقرأ الكتب والمجلات المتخصصة، وشارك في المؤتمرات العلمية، التعلم المستمر يمكن أن يساعدك على البقاء في صدارة مجالك وتطوير مهاراتك بشكل دائم.
وفي الختام، إذا كنت تطمح إلى أن تكون جزءًا من هذا التطور المذهل في مجال الهندسة الطبية، وتريد أن تصبح واحدًا من المهندسين الطبيين الذين يغيرون وجه الرعاية الصحية، فإن مركز HSI هو بوابتك لتحقيق هذا الحلم، وذلك من خلال دوراته المتخصصة وبرامجه التدريبية المبتكرة، يقدم لك HSI كل ما تحتاجه لتطوير مهاراتك التقنية والشخصية، لا تنتظر ابدأ رحلتك الآن مع HSI، حيث يصبح التميز في الهندسة الطبية حقيقة واقعة؛ لأن المستقبل ينتظر المهندسين الطبيين المبدعين مثلك!
المصدر: تعريف و 6 أمثلة لمهارات أساسية في المهندس الطبي