عند الحديث عن الفرق بين الأشعة السينية والرنين المغناطيسي؟ وأيهما أفضل في التشخيص، نجد أنه بين تقنيات التصوير التشخيصي، تعد الأشعة السينية والرنين المغناطيسي من أكثر الأدوات شيوعًا لمساعدة الأطباء في تقييم وتشخيص مجموعة كبيرة من الحالات الطبية، ورغم أن كليهما يوفر معلومات هامة للتشخيص، إلا أن لكل تقنية استخداماتها ومميزاتها الخاصة.
الفرق بين الاشعة السينية والرنين المغناطيسي
سيساعدك هذا الدليل على فهم العمليات، والفوائد، والقيود، والاختلافات بين الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، وبمجرد حصولك على جميع المعلومات الضرورية المتعلقة بهما سوف تشعر بالراحة والاطمئنان وتكون على دراية بنوع التشخيص الأنسب لحالتك الصحية.
الأشعة السينية
الأشعة السينية هي اختبار تصوير يستخدم الموجات الكهرومغناطيسية (الإشعاع) لإنشاء صور ثنائية الأبعاد (2D) للأنسجة والهياكل العظمية داخل الجسم، الإشعاع المستخدم في الأشعة السينية مشابه لإشعاع الأشعة فوق البنفسجية (UV) المنبعث من الشمس، ولكنه يتمتع بطاقة أعلى بكثير، ومع ذلك، يتم استخدامه بجرعات منخفضة جدًا تختلف حسب المنطقة التي يتم تصويرها.
تستخدم الأشعة السينية الإشعاع الكهرومغناطيسي لتكوين صور داخلية للجسم، وهي تستخدم بشكل خاص في تصوير العظام وتشخيص الكسور، الأورام، أو الالتهابات، تُعتبر الأشعة السينية سريعة التنفيذ وذات تكلفة منخفضة نسبيًا، مما يجعلها مناسبة للتشخيص الأولي خصوصًا في حالات الطوارئ، ولكنها تفتقر إلى القدرة على إظهار التفاصيل الدقيقة للأنسجة الرخوة مثل العضلات والأوتار.
كيف تعمل الأشعة السينية؟
تشمل عملية التصوير الاستلقاء على سرير آلي (أو الوقوف في حالة تصوير الصدر أو تصوير الثدي بالأشعة السينية) بين مصدر للأشعة السينية وكاشف (مثل الألواح الفوتوغرافية أو الشاشات الفلورية).
عندما يوجه مصدر الأشعة السينية شعاعًا من الأشعة عبر جسمك نحو الكاشف، تتكون صورة تمثل الظلال التي تلقيها الأنسجة المختلفة، حسب مقدار امتصاصها للأشعة السينية.
دليل سريع لفهم الظلال في الأشعة السينية النموذجية:
- العظام: لكونها كثيفة جدًا، تمتص الأشعة السينية بشكل كبير وتلقي ظلالًا تظهر باللون الأبيض.
- السوائل، الدهون، والعضلات: تمتص الأشعة السينية بقدر ملحوظ، ولكن ليس بنفس درجة العظام. تظهر بدرجات مختلفة من اللون الرمادي.
- الرئتان: نظرًا لكونهما مملوءتين بالهواء الذي لا يعيق مرور الأشعة السينية، فإنهما تسمحان بمرورها وتظهران باللون الأسود.
التصوير بالرنين المغناطيسي
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) هو تقنية تصوير غير مؤلمة وغير جراحية تستخدم مجالًا مغناطيسيًا قويًا وموجات الراديو لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد (3D) مفصلة للهياكل داخل الجسم، بما في ذلك الأعضاء، والعظام، والمفاصل، والأنسجة الرخوة (مثل الأعصاب، والعضلات، والأوعية الدموية، وما إلى ذلك).
هذه التقنية مناسبة لتشخيص اضطرابات الدماغ، الحبل الشوكي، المفاصل، أو الأعضاء الداخلية، وعلى عكس الأشعة السينية، لا يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الإشعاع المؤين، مما يجعله أكثر أمانًا، خاصةً للنساء الحوامل والأطفال، ومع ذلك، فإن هذا التشخيص أعلى سعرًا، وتستغرق وقتًا أطول، وقد تكون غير مريحة لبعض المرضى الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.
كيف يعمل التصوير بالرنين المغناطيسي؟
يتكون جهاز الرنين المغناطيسي التقليدي من آلة أسطوانية كبيرة تعمل كالمغناطيس العملاق، ويوجد بها سرير آلي مسطح يتحرك إلى داخل الجهاز، بناءً على الجزء المراد تصويره من الجسم، قد تدخل الجهاز برأسك أو قدميك أولاً.
يعتمد الرنين المغناطيسي على جذب المجال المغناطيسي لذرات الهيدروجين، وخاصة البروتونات (أي الجزيئات الموجبة الشحنة في مركز الذرة)، الهيدروجين (H) يوجد بكثرة في الماء والدهون.
يشكل الماء حوالي 60% من جسم الإنسان؛ حيث يتدفق بحرية في الدم ويرتبط بكل خلية، ونسيج، وعضو، أما الدهون فهي موزعة في جميع أنحاء الجسم، مثل حول القلب والأوعية الدموية، وداخل الدماغ، والعظام، والأعصاب، وخلف العينين، وهذا يفسر حساسية الرنين المغناطيسي العالية تجاه الأمراض التي تظهر بزيادة في الدهون أو الكتل (مثل الأورام) أو الماء (مثل الأكياس).
مقارنة سريعة بين الأشعة السينية والرنين المغناطيسي:
يمثل كل من الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي أهم الأدوات التشخيصية المستخدمة لتقييم الحالات الطبية المختلفة، ورغم أن كل تقنية لها فوائدها الخاصة، إلا أن اختيار الأداة المناسبة يعتمد على طبيعة الحالة المُراد تشخيصها، فيما يلي مقارنة سريعة بين التشخيصين:
1. القدرة التشخيصية:
- الأشعة السينية: الأفضل لتصوير العظام، دقيق في الكشف عن الكسور، مشاكل الأسنان والعمود الفقري.
- الرنين المغناطيسي: يتمتع بنطاق أوسع، يوفر صورًا مفصلة للعظام، الأنسجة الرخوة، والأعضاء، ويُستخدم لتشخيص الأورام، الاضطرابات العصبية، إصابات المفاصل والعضلات.
2. التوفر:
- الأشعة السينية: متوفر على نطاق واسع وبأسعار معقولة.
- الرنين المغناطيسي: أقل انتشارًا ويُستخدم للحالات التي تتطلب تفاصيل دقيقة.
3. المخاطر:
- الأشعة السينية: يستخدم الإشعاع المؤين (قد يزيد خطر السرطان بجرعات عالية)، الجرعات المستخدمة عادة منخفضة ولكن يجب الحذر أثناء الحمل.
- الرنين المغناطيسي: آمن عمومًا لأنه لا يستخدم الإشعاع. قد يمثل الحقل المغناطيسي خطرًا على الأشخاص ذوي الغرسات المعدنية، يمكن أن تسبب صبغة التباين آثارًا جانبية خفيفة، قد يكون مزعجًا للأشخاص الذين لديهم رهاب الأماكن المغلقة أو محدودية في الحركة.
4. التكلفة:
- الأشعة السينية: تكلفة منخفضة نسبيًا.
- الرنين المغناطيسي: أغلى تكلفة من الأشعة السينية.
5. السرعة:
- الأشعة السينية: سريع جدًا، يستغرق من 5 إلى 15 دقيقة.
- الرنين المغناطيسي: أبطأ، قد يستغرق من 15 إلى 90 دقيقة حسب الجزء الذي يتم فحصه.
ما الذي يظهره التصوير بالرنين المغناطيسي ولا تستطيع الأشعة السينية إظهاره؟
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أكثر دقة في تشخيص آلام الجهاز العضلي الهيكلي الناتجة عن إصابات الأنسجة الرخوة التي لا تستطيع الأشعة السينية الكشف عنها. وتشمل هذه الحالات:
- إصابات الأربطة والأوتار
- أمراض الأقراص التنكسية (Degenerative Disc Diseases – DDD).
- تمزقات أو إجهاد العضلات.
- ضغط الأعصاب وتلفها.
- إصابات الغضاريف (مثل تمزقات الغضروف الهلالي في الركبة).
- اضطرابات المفاصل (مثل الفُصال العظمي أو التهاب المفاصل الروماتويدي).
في الحالات التي يستخدم فيها الأشعة السينية كأداة تصوير أولية لاستبعاد بعض الحالات المشتبه بها، قد يوصى بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية كاختبار تكميلي للحصول على تشخيص دقيق وتقييم شامل للمشكلة.
استخدامات التصوير بالرنين المغناطيسي
يمكن استخدام الرنين المغناطيسي للكشف عن التشوهات، والعدوى، والتنكس، والالتهاب، والأمراض في الأنسجة الرخوة والكثيفة والمملوءة بالسوائل في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك:
- القلب
- الكبد
- الغدد الكظرية
- الكلى
- اليد، الكتف، الكوع، والمعصم
- القدم والكاحل
- جميع أجزاء العمود الفقري، بما في ذلك العنقي (الرقبة)، القطني (الظهر)، الصدري (المنتصف)، والعصعص.
- الدماغ والرأس
هناك أيضًا أنواع خاصة من التصوير بالرنين المغناطيسي مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي الصفراوي والبنكرياسي (MRCP): يستخدم للكشف عن الحصى، الالتهابات، والأمراض في البنكرياس، والمرارة، والقنوات الصفراوية والبنكرياسية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للأوعية الدموية (MRA): يُستخدم لتقييم صحة الأوعية الدموية.
ما الذي تستطيع الأشعة السينية الكشف عنه؟
تستخدم الأشعة السينية للكشف عن الحالات التالية:
- إصابات العظام مثل الكسور والخلوع.
- أورام العظام، سواء كانت سرطانية أو غير سرطانية (قد يتطلب الأمر اختبارًا إضافيًا للتشخيص النهائي).
- هشاشة العظام (فقدان كثافة العظام).
- الجنف (انحناء العمود الفقري بشكل غير طبيعي).
- مشاكل الأسنان، مثل التسوس، وانحلال الأسنان، والخُراجات.
- أمراض الرئة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والعقيدات الرئوية (الأورام).
- التكلسات (ترسبات صلبة من تراكم الكالسيوم) داخل الأنسجة الرخوة، التي قد تشير إلى حالات طبية معينة.
- الأجسام الغريبة العالقة داخل الجسم.
العوامل المؤثرة في اختيار أداة التشخيص
عند تحديد الخيار المناسب بين الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، يجب مراعاة العوامل التالية:
طبيعة الحالة الطبية
- في حالات مثل كسور العظام، الأشعة السينية تكون غالبًا كافية.
- عند وجود آلام غير مبررة في المفاصل أو أعراض عصبية، قد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي ضروريًا للحصول على تفاصيل دقيقة عن الأنسجة الرخوة.
حالة المريض
- المرضى الذين لديهم أجهزة مزروعة مثل منظمات ضربات القلب أو الغرسات المعدنية قد لا يكونون مرشحين للتصوير بالرنين المغناطيسي بسبب المخاطر المرتبطة بالمجال المغناطيسي.
- العمر والتاريخ الطبي ودراسات التصوير السابقة تلعب دورًا هامًا في اختيار الأداة المناسبة.
التشخيص الشامل
في بعض الحالات، قد يتطلب التشخيص إجراء كلا الفحصين لتوفير صورة شاملة وواضحة.
الخلاصة
يعد كل من الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي أدوات تشخيصية قيمة، ولكل منهما دور محدد في الكشف عن الحالات الطبية المختلفة، يعتمد اختيار الأداة الأنسب على طبيعة الحالة، تاريخ المريض، ومتطلبات التشخيص، لذلك من الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية لتحديد الاختيار الأفضل لحالتك، مما يضمن تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا فعالًا.
المصدر: MRI vs Xray: The Difference Between MRI and Xray and Which to Choose